رحلة علمية وإنسانية إلى جنوب إفريقيا

الدكتور حسين الخياط خلال إلقاء محاضرته عن أحدث تقنيات منظار الصدر الجراحي (VATS) في مؤتمر SATS & ALLSA 2025 بجوهانسبرغ

لقطة تذكارية تجمع بين الخبراء والأطباء الشباب بعد انتهاء ورشة العمل التدريبية حول VATS
شهدت مدينة جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا انعقاد مؤتمر SATS & ALLSA 2025، وهو واحد من أبرز المؤتمرات الطبية المتخصصة في أمراض وجراحة الصدر والحساسية والمناعة. جمع المؤتمر نخبة من الأطباء والخبراء من مختلف أنحاء العالم، ليصبح منصة علمية مرموقة لمناقشة أحدث التطورات في مجالات الجراحة الصدرية والتنظير الجراحي (VATS)، إلى جانب الأمراض التنفسية المعقدة وأساليب التشخيص والعلاج الحديثة.
مشاركة فاعلة للدكتور حسين الخياط
كان للدكتور حسين الخياط، أستاذ جراحة الصدر بكلية الطب – جامعة أسيوط، حضور علمي بارز ومؤثر خلال فعاليات المؤتمر. فقد ألقى عددًا من المحاضرات العلمية المتخصصة التي تناولت أحدث الاتجاهات في الجراحة التنظيرية، مع التركيز على دور منظار الصدر الجراحي (VATS) في علاج أمراض الصدر المعقدة وتطوير أساليب التدخل الجراحي بأقل تدخل ممكن. اشاد الموقع الرسمي لجمعية جنوب افريقيا للصدر بمشاركة دكتور حسين الخياط وكتب نبذة مختصرة عنه بصفحة الخبراء الدوليين المشاركين بالمؤتمر ( رابط : https://www.satsallergycongress.co.za/international-faculty )
ولم يقتصر دوره على المحاضرات النظرية فقط، بل كان له إسهام محوري في تقديم تدريب عملي للأطباء الشباب خلال ورشة عمل متقدمة، حيث قام بالإشراف على تطبيقات عملية تضمنت شرح خطوات استخدام المنظار الجراحي، والتعامل مع المواقف الجراحية الدقيقة، والإجابة على تساؤلات الأطباء المشاركين خطوة بخطوة خصوصا فيما يتعلق بالامراض المشتركة ما بين مصر وافريقيا والتي نتميز بعمل تدخلات محدوده بالمنظار لها كحالات التحوصل الصديدي حول الرئة وما يستتبعه من عمليات تقشير للرئة بالمنظار الجراحي وكذلك حالات الدرن والعدوي الصدرية ذات الاهتمام الجراحي
. هذا التدريب المباشر أتاح فرصة حقيقية للأطباء المتدربين لاكتساب خبرات عملية لا يمكن الحصول عليها من خلال الكتب أو المحاضرات وحدها. يذكر ان هذه ليست المرة الاولي لدكتور حسين الخياط في جنوب افريقيا حيث سبق واشترك في مؤتمر الصدر في عام ٢٠١٨ بمدينة ديربان علي الساحل الشرقي لجنوب افريقيا حيث قام ايضا بالقاء بعض المحاضرات وشارك في التدريب العملي لشباب الاطباء بمشاركة الخبير العالمي بروفيسور ألان سيو.
البعد الإنساني للرحلة
بعيدًا عن الجوانب الأكاديمية، كان للرحلة جانب إنساني وثقافي ثري. فقد أتاحت المشاركة في المؤتمر فرصة للتواصل مع أطباء وجراحين من مختلف دول إفريقيا والعالم، وهو ما خلق مساحة لتبادل الخبرات والتجارب المهنية والقصص الشخصية على حد سواء. هذا التفاعل الإنساني ساهم في تعزيز أواصر التعاون وبناء علاقات تمتد إلى ما بعد قاعات المحاضرات.
وقد عبّر الدكتور الخياط عن أثر هذه التجربة بقوله:
“ما يميز مثل هذه اللقاءات ليس فقط المستوى العلمي المتقدم، بل الروح الإنسانية التي تجمع الأطباء حول هدف واحد وهو خدمة المريض. رؤية شغف الأطباء الشباب وحماسهم للتعلم يمنحني طاقة إيجابية ويؤكد أن مستقبل الجراحة الصدرية في أيدٍ أمينة.”
تجربة ثقافية وسياحية مميزة
لم تخلُ الرحلة من جانب ثقافي وسياحي رائع، فقد تضمنت زيارات إلى أبرز معالم جوهانسبرغ ، حيث عاش الزعيم نيلسون مانديلا. كما تضمنت التجربة رحلة سفاري إلى محمية بيلانسبيرغ الوطنية، حيث شاهد المشاركون الحياة البرية الإفريقية عن قرب، بما في ذلك “الخمسة الكبار” الذين تشتهر بهم القارة السمراء. هذا التوازن بين النشاط العلمي والثقافي أضفى على الرحلة طابعًا إنسانيًا متكاملًا وجعلها تجربة لا تُنسى.
أهمية هذه المشاركة
مثل هذه المؤتمرات تمثل خطوة استراتيجية لتعزيز التعاون الطبي الدولي، ونشر الخبرات المصرية في مجال الجراحة الصدرية التنظيرية (VATS). وقد أسهمت مشاركة الدكتور الخياط في:
-
نقل خبرات مصرية متقدمة إلى أطباء من مختلف أنحاء العالم.
-
تأهيل وتدريب الأطباء الشباب على تقنيات عملية حديثة.
-
فتح آفاق للتعاون المشترك في ورش عمل مستقبلية بين مصر ودول إفريقيا والعالم
رحلة الدكتور حسين الخياط إلى جنوب إفريقيا للمشاركة في مؤتمر SATS & ALLSA 2025 لم تكن مجرد حضور لمؤتمر طبي، بل كانت تجربة علمية وإنسانية متكاملة جمعت بين نقل المعرفة العلمية عبر المحاضرات وورش العمل، وبين تعزيز القيم الإنسانية من خلال التواصل مع الأطباء الشباب واكتشاف معالم ثقافية وطبيعية فريدة. إنها تجربة تجسد رؤية الدكتور الخياط في أن يكون العلم جسرًا للتواصل الإنساني والتعاون الدولي من أجل مستقبل أفضل لجراحة الصدر