د.حسين الخياط - عيادة جراحة الصدر

ملوخيتي ولا ملوخية امك؟!

الرئيسيةمقالاتملوخيتي ولا ملوخية امك؟!

ملوخيتي ولا ملوخية امك؟!

ملوخيتي ولا ملوخيه امك؟

ما الفرق ما بين الزوجة والام؟ (ليس على المستوي الانساني بالطبع ) 

تجد ان والدتك لديها الكفاءة في انجاز المهام وفي صنع طبقك المفضل وهي علي دراية كاملة باحتياجاتك في حين ان زوجتك (في البداية) لا تستطيع ان تجاريها في هذه الكفاءة نظرا لعنصر الخبرة فتعوض ذلك – لا اراديا – بالتطوير عن طريق اكلات جديدة (علي طريقة يسرى والشربيني ) أو تغيير في نمط ملابسك أو جدول مواعيدك . لو استمر الحال علي ذلك النحو ستشعر انك غير مستقر ولو ركنت زوجتك الي نفس نمط والدتك فستشعر بالملل. 

كيف تحسن الشركات من كفاءة المنتج؟

السياسة التسويقية للشركات يمكن ان تنقسم الى نوعين  competency based or innovation based

التسويق المبني على الكفاءة والتسويق المبنى على الاختراع او الابداع

شركة ابل ومثلها شركات كبيرة اخري تلجأ – بشكل اساسي – للنوع الأول وهو الكفاءة ! انها تضع إمكانيات مش عاليه قوى في مقابل كفاءه تشغيل عاليه … طب ليه ؟ الانسان كائن اعتيادي بطبعه …. تامل كل يوم صباحا ستجد انك تلبس البنطلون فتبدأ بنفس الرجل كل يوم …. تبدئي تسرحى شعرك من نفس الناحية كل مرة …. بتختاري نفس الوان اللبس حتى لو غيرتى الموديل… تشعر بالحنين الي الماضي ( النوستالجيا) في كل ما يحيط بك … هل معنى كدا اننا مش بنتطور ! لا بنتطور لكن الاعتياد على هذا التطور بياخد وقت ومجهود حتى في خطوط الموضه التغيير في الشركات الصغيرة اسرع منها في الشركات الكبيرة لان الشركات الكبيرة بحاجة الى ( مزيد من الاستقرار ) حتى تحقق مبيعات من المنتج وبالبلدي ( تلم فلوسه ) في حين ان الشركات الصغيرة لا يعنيها هذا المبدأ بقدر ما يعنيها الانتشار والدخول الى عالم الكبار حتى لو بارباح ضئيلة او معدومة !

تستطيع ان تكون فكرة ان الابتكار يستطيع ان يعطيك دفعه قوية للامام لكن لو استمر الابداع والابتكار بوتيرة متسارعة دون الانتباه الي الكفاءة فسيؤدي ذلك الي سقوط المنتج والشركة معه ( الموبايلات الصيني كمثال ) في حين انه لو انتبهت الشركة لعنصر الكفاءة فقط دون التطوير الدوري فسينتهي بها الحال كشركة نوكيا .

هذا علي مستوي المؤسسات والشركات العملاقة فماذا يكون الحال علي المستوي الشخصي والانساني ؟ كيف يمكن للزوجة ان تجمع ما بين ابتكارات الشيف شربيني و بين طشه الملوخية المسجلة باسم حماتها . حتي في التزامك الديني وتوجهك الي فعل الخير في بادئ الامر تكون في جانب الابداع والابتكار – اذ لم تعهد ان تصلي بانتظام أو ان تزور دار ايتام – ثم ان ركنت الي هذه الاشياء فقط فبعض فترة تشعر بالفتور وبانها تحولت من روحانيات الي التزامات وروتين يومي أو اسبوعي واذا انطلقت من عمل خير الي اخر بسرعة ستفقد عنصر الاتقان وتستشعر عدم الجدية .

اذا سالت مسئولي التسويق في اي شركة سيفيدك بان شركته تبتكر وتطور وتتقن معانا في آن واحد بنسب متفاوته فهذه عمليات متداخلة وليست دوائر متتابعة الا ان هذا يصعب تحقيقه في منتج نهائي واحد فما تبتكره في كل جزئية من منتجك ( تطوير في نوع بطارية الهاتف وشاشته وشكله الخارجي ونوع نظام التشغيل والوانه المتاحة ) لو اضفتها جميعا مرة واحده لظهر لك منتج مختلف كليا عن الموجود وما يستتبعه ذلك تخطي التطوير للاعتياد الانساني الطبيعي مما قد يؤدي الي نفور . اما الاتقان فهو عملية مجهدة اتقانك للمنتج النهائي سيحتاج الي مزيد من التعمق في التفاصيل الدقيقة للمنتج وعمليات مراجعة مستمرة قبل تسليمه للعميل حتي تتاكد من خلوه من الهفوات البسيطة الا ان هذا كله يحتاج الي عنصر الوقت حتي تصل الي درجة الاتقان المطلوبة وعندها ستبدا الدائرة من جديد فتطور جزء من المنتج حتي تواكب الاخرين ثم تبدأ في اتقانه وهكذا فمتي توقفت عند نقطة داخل هذه الدائرة فستلتهمك الدائرة بالكامل .

هل عرفتي الان لما اصاب زوجك الملل وعاد يلعب البلاي ستيشن بدلا من الحديث معك ( البلاي ستيشن تحدث العابها وموديلات الاجهزة كل فترة حتي لو كانت نفس اللعبة ونفس الفرق ونفس البلدان وصاحب القهوة أو الكافية يغير القناة ونوعية الاغاني ما بين حين واخر ولا يكتفي كل مرة بالحديث عن نفس الجارة أو عن زميلة العمل نفسها بنفس نوع المشاكل ) واخيرا هل عرفت لما اصابك الفتور في علاقتك مع الله. 

سبحانه وتعالي وفر لك في ايام دهركم نفحات الا فتعرضوا لها . نفحات أو عبادات ما بين حين واخر .تجمع ما بين التطوير فانت لا تقوم بادائها طوال العام وما بين النوستالجيا فانها تحمل معها عدة ذكريات جميلة واوقات طيبة ومع كونها ليس جديدة كليا عليك اضافة الي تدرج الاجر كما زادت المدة او المشقة حتى تحاول ان تصل الي حد الاتقان 

كما يفتح لك باب الابتكار الشخصي في فضائل الاعمال والبر فتختار لنفسك ما يوافق مع شخصيتك وامكانياتك من انفاق وقت أو مال أو جهد كل حسب ما يراه اقرب الي نفسه الا انك في كثير من الاحيان لا تستشعر هذه النفحات وتمر عليك اوقاتها مثلها مثل غيرها! هنا يجب مراجعة خطة العمل الاصلية ، ربما لم تكن هناك خطة من الاساس مما ادي الي فشل في الاعداد، ربما نفس النشاطات كما الاعوام السابقة حولتها الي دائرة الاعتياد والفتور وتحتاج منك الي بعض التطوير ، ربما اندفاع البدايات ومحاولة عمل تغيرات ضخمة وخطوات واسعه ادي الي عدم استقرار وارهاق مبكر! 

وفي النهاية ملوخية زوجتك وملوخية امك الاثنين حلوين لكن كل واحده تحمل نفس مختلف 😉 المهم ان تغتنم الفرصة وتأكل كويس 😁🌙🤲 

د. حسين الخياط

للحجز و الاستعلام مع الدكتور حسين الخياط

احجز موعد

مواقع التواصل الأجتماعي

ارسل رسالة